صرح مصرف سوريا المركزي بأن سوريا أصبحت اليوم من بين الدول التي يخلو سجلها المالي من الديون الخارجية والداخلية بشكل شبه كامل، وذلك بعد إعلان روسيا بشطبها للديون المتبقية لها على سوريا منذ عهد الاتحاد السوفييتي.
هذا وأعلن المصرف في ورقة عمل تم نشرها في صحيفة الثورة الحكومية يوم الاثنين الماضي المصادف ل 31 تموز، بأن سوريا تحافظ اليوم على دين خارجي مضبوط ومحدود خلال سنوات الحرب، وذلك في وقت تعاني فيه خزينة الدولة المالية بشكل كبير من انخفاض حاد في وارداتها المالية، دون أن يتم ذكر قيمة هذا الدين بالضبط.
وقد اعتبر المركزي السوري بأن التحدي القادم للحكومة السورية يتمثل بشكل أساسي في القدرة على المتابعة والاستمرار في ضبط هذا الدين، وخصوصاً مع وجود الظروف المحلية والدولية اللازمة للبدء بشكل فوري بعملية إعادة الإعمار، والتي ستحتاج بدورها إلى تمويل كبير جداً.
إلا أن بعض التقارير الدولية والمحلية نفت ما أشار إليه المركزي في إعلانه حول خلو السجل المالي لسوريا من الديون، حيث أوضحت إحصائيات البنك الدولي السنوية الحديثة، بأن هناك زيادة في أرصدة الدين الخارجي لعام 2021 بالمقارنة مع العام الذي يسبقه.
خمسة مليارات دولار خارجية
وفي التقرير الذي صدر عن البنك الدولي في نهاية عام 2022 الماضي، قدر البنك إجمالي قيمة الدين الخارجي لسوريا بما يقارب 5 مليارات دولار حتى نهاية عام 2021، مع زيادة عن عام 2020 والتي كانت تبلغ ما يقارب 4 مليارات و763 مليون دولار.
وتبعاً لهذا التقرير الذي يوضح إحصائيات للديون الخارجية ل 121 دولة من الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، فإن قيمة الديون الخارجية الطويلة الأمد لسوريا تقدر بنحو 3 مليارات و600 مليون دولار أمريكي حتى نهاية عام 2021 فقط.
ديون داخلية وصلت إلى 465 مليارًا في ثمانية أشهر
وسط غياب الإحصائيات المالية الدقيقة عن وزارة المالية السورية، أظهرت إحصائية حديثة نشرتها صحيفة الوطن المحلية، مفادها بأن الدين العام الداخلي لسوريا وصل إلى ما يقارب 465 مليار ليرة سورية، وذلك في المدة الواقعة بين مطلع عام 2020 وحتى منتصف شهر آب من العام نفسه، وهو ما يعادل نسبة 11.6% من إجمالي اعتمادات الموازنة العامة في عام 2020 والتي بلغت وقتها 4 تريليونات ليرة سورية.
وقد تم تجميع الدين الداخلي في ذلك الوقت من خلال سندات الخزينة وشهادات الإيداع، والتي اكتتب فيها عدد من المصارف التي يسمح لها بالمشاركة ضمن المزادات التي قامت الوزارة بطرحها.
ووسط كل هذا، فإن الشعب السوري ما زال يعاني من سوء الوضع المعيشي وانخفاض قيمة الليرة، والسؤال الأبرز بين المواطنين هو إلى متى سيظل هذا الوضع، وما فائدة عدم وجود ديون والوضع الاقتصادي ما زال في حال سيئة وتسوء من يوم إلى آخر.
اقرأ أيضاً:
سعر الصرف يدخل الاقتصاد السوري في أخطر مراحله
ويمكنكم تحميل تطبيق Syria Exchange من هنا.