سجلت الليرة السورية اليوم السبت تدهوراً قياسياً كبيراً في السوق السوداء، و الدولار يلامس 11 الف ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد، وذلك مع افتتاح سوق الصرف اليوم.
وبالتزامن مع هذا الارتفاع الجنوني، يعيش الشعب السوري في أزمة اقتصادية خانقة، مع ارتفاع كبير في أسعار جميع المواد الأساسية، وانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي في البلاد، ونقص كبير في المحروقات.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو عجز الحكومة السورية والمصرف المركزي عن القيام بأي شيء للحد من هذا الارتفاع، الذي قد يؤدي إلى انهيار الليرة بشكل كامل.
تدهور جديد في قيمة الليرة السورية
سجل سعر صرف الدولار مع افتتاح اليوم السبت 9650 ليرة سورية للدولار الواحد، وهو ما أثار قلق ملايين السوريين حول مستقبل الليرة والحد الذي ستصل إليه في ظل هذا التدهور.
هذا وتعتمد نسبة كبيرة من التجار في سوريا على سعر الصرف في السوق السوداء من أجل تحديد أسعار منتجاتهم وزيادتها لحظة بلحظة مع وضع السوق السوداء للصرافة.
وفي هذا السياق أعلن مصرف سوريا المركزي صباح اليوم السبت رفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة إلى 9500 ليرة وذلك في النشرة الصادرة عن المصرف والخاصة بالمصارف وشركات الصرافة المرخصة.
ويتزامن هذا التدهور الكبير في قيمة الليرة السورية مع استئناف بعض الدول العربية علاقاتها مع سوريا بعد انقطاع لفترة طويلة، وتتطلع الحكومة السورية إلى دور عربي أساسي في مرحلة إعادة الإعمار في حين ما زالت لعض الدول الغربية تفرض عقوبات اقتصادية خانقة على سوريا.
أسباب تراجع قيمة الليرة ما زالت قائمة
أشار المحلل الاقتصادي عمار يوسف في تصريح له إلى أن الحرب السورية لم تنته بعد، وإن أسباب تراجع قيمة الليرة السورية لم تتغير أبداً وذلك في ظل اعدام البدائل الاقتصادية التي من شأنها أن تساعد في تحسين قيمة العملة، ولا سيما مع استمرار إعاقة العقوبات الاقتصادية لأي عملية تصدير.
كما أوضح يوسف أن تأثير الانفتاح العربي على دمشق لم يبدأ إلى هذه اللحظة، ولا سيما بكونه لم يترافق إلى الآن مع أي خطوات اقتصادية على أرض الواقع، مع استمرار الحكومة السورية باعتبار العقوبات الاقتصادية سبباً للتدهور المستمر في الاقتصاد السوري.
وقد كان الباحث في الاقتصاد الدولي حسن الشاغل قد أوضح في تصريح له بأن الحكومة السورية تعمل على أن يكون هناك تواز ما بين الفجوة في سعر الصرف بين السوق السوداء والبنك المركزي، وذلك لكونه يعتمد على أموال المساعدات الإنسانية القادمة من المنظمات الدولية.
وأشار الشاغل بأن هذه المنظمات تقوم بتصريف العملات من خلال المصرف المركزي، وهو ما يدفع الحكومة إلى ردم الفجوة في أسعار الصرف بين السوق السوداء والمصرف المركزي.
ويعيش ملايين السوريين اليوم تحت خط الفقر، مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل جنوني في جميع المحافظات السورية.
وفي إحصائية للأمم المتحدة، يعاني أكثر من 12 مليون شخص من انعدام الامن الغذائي، في حين يعاني ما يزيد عن 2.7 مليون من انعدام شديد في الأمن الغذائي.
اقرأ أيضاً:
أسباب انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار بهذا الشكل؟
ويمكنكم تحميل تطبيق Syria Exchange من هنا.