سبب ارتفاع سعر صرف الدولار في هذا التوقيت بالذات؟

سبب ارتفاع سعر صرف الدولار في هذا التوقيت بالذات؟

استيقظ السوريين بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى ليجدوا أنفسهم بمشهد مشابه لما بعد عيد الفطر، حيث وجدوا سعر صرف الدولار يتجاوز حدود 9800 ليرة بعد أن كان مستقراً خلال الشهر الماضي بل وشهد تحسناً قبل عطلة العيد، ليتساءل ملايين السوريين حول سبب ارتفاع سعر صرف الدولار في هذا التوقيت بالذات.

فارتفاع سعر الدولار في الوقت الحالي سيعمق جراح السوريين وسيزيد من صعوبة الوضع المعيشي، كما أن الأسعار ستشهد قفزة جديدة مع هذا الارتفاع، مع وعود من الدولة بزيادة قادمة في الرواتب، إلا أن هذه الأمور ليست فقط خلف هذا الارتفاع بل السبب الرئيسي هو موسم الحصاد والقمح.

سعر القمح أدنى بكثير من تكاليف الإنتاج

وكانت الحكومة السورية قد حددت سعر شراء القمح المحلي لموسم 2023 عند 2300 ليرة سورية (0.9163 دولار) للكيلوغرام، وذلك في القرار الصادر بتاريخ 18 نيسان من العام الجاري.

وقد أثار هذا القرار العديد من الانتقادات الحادة لكون السعر لا يتناسب إطلاقاً مع التكاليف، مما دفع اللجنة الاقتصادية في الحكومة إلى رفع سعر شراء المادة بعد حوالي ثلاثة أسابيع من القرار الأول، لتحدد سعر شراء الكيلوغرام الواحد بـ2500 ليرة سورية، مضاف إليها مبلغ 300 ليرة كـ”حوافز تشجيعية”، ليكون السعر النهائي هو 2800 ليرة للكيلو الواحد.

وعلى الرغم من رفع الأسعار، فإن نسبة كبيرة من المزارعين اعتبروا أن هذا السعر لا يصل إلى الحد الأدنى من نفقات الزراعة، حيث أن تكاليف الحصاد هذا العام ازدادت بنسبة  100%، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج التي تتمثل بتأمين البذار والمحروقات والمياه وغيرها.

وكان قد أرجع بعض الخبراء الاقتصاديين تسعير القمح بأقل من قيمة التكاليف الحقيقية في هذا الموسم هو رغبة الحكومة بتخفيف النفقات عمومًا، وذلك لانخفاض حجم السيولة النقدية لديه.

من جهة أخرى، فسر البعض هذا القرار من الحكومة بما يتعلق بسعر القمح بمراهنة الدولة على عدم قدرة الفلاحين على بيع محصولهم خارج مناطق سيطرته، وضمانه بيع المزارعين لمحصولهم للجهات الرسمية المسؤولة عن تسلّم المحصول، كما أن الحكومة تراهن على ضعف آليات البيع في مناطق السيطرة الأخرى، حيث تعاني مناطق شمال شرقي سوريا بشكل كبير من مسألة تسويق القمح والدور الطويل والتمييز الذي يتعرض له الفلاحين، مما جعل الدولة تستغل المزارعين وتجعلهم يبيعون المحصول لسماسرتهم.

هل القمح هو سبب ارتفاع سعر صرف الدولار في هذا الوقت؟

وتشهد السوق السورية اليوم ارتفاعاً مفاجئاً بسعر صرف الدولار، بعد أن كان مستقراً خلال الشهر الماضي، وشهد تحسناً طفيفاً في سعر الصرف، ليعود ويقفز أكثر من 500 ليرة دفعة واحدة.

وأرجع العديد من الخبراء أن السبب الرئيسي في هذا الارتفاع هو رغبة الدولة في شراء المحاصيل من الفلاحين حتى تستفيد الدولة من أسعار الصرف، وتتمكن من تحقيق المزيد من الدخل من القطع الأجنبي بتصدير الفائض من المحصول.

اقرأ أيضاً:

الانقلاب الروسي يرفع سعر الدولار

ويمكنكم تحميل تطبيق Syria Exchange من هنا.

شارك المقالة
Scroll to Top