شهدت سوريا يوم أمس تطوراً كبيراً في المجال الاقتصادي، فقد أعلن مصرف سوريا المركزي بشكل رسمي عن إصدار فئة نقدية جديدة بقيمة 5000 ليرة سورية، وقد شكل هذا الإعلان صدمة كبيرة للمواطنين لأنه يعكس عدم التزام الحكومة السورية بالعمل على تحسين الوضع الاقتصادي والنقدي المنهار في البلاد، ويجعل المواطنين يفقدون الثقة في العملة المحلية.
وعانت سوريا منذ بداية الأزمة السورية من تضخم اقتصادي مدمر، وأيضاً من تراجع كبير في قيمة العملة المحلية، حيث أن الأوراق النقدية من الفئات الصغيرة باتت اليوم بلا فائدة ولا تكفي لشراء أي شيء، والصعوبات المالية لم تعد تطاق بالنسبة للمواطنين، وعلى الرغم من ذلك، فقد تم الإعلان عن فئة نقدية جديدة ليؤكد سوء الوضع.
واليوم يتعلق الأمر في سوريا بترابط وثيق ما بين كل من التضخم وضعف العملة؛ فعندما يحدث تضخم كبير في الاقتصاد، فإنه من الطبيعي أن يزداد إصدار النقود بشكل متسارع، وذلك من أجل زيادة العرض النقدي في السوق، ومع زيادة العرض، فإن قيمة العملة ستتناقص تدريجياً بالمقارنة مع السلع والخدمات المتوفرة، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض قدرة الشراء للمواطنين وإلى تدهور كبير في القدرة التنافسية للبلاد على المستوى الدولي.
ما قصة ورقة الـ 5000 الجديدة؟
وفي إعلان رسمي صدر ليل الثلاثاء، صرح البنك المركزي عن إطلاق أوراق نقدية جديدة من فئة 5000 ليرة إصدار عام 2023م في التداول، والتي تحمل نفس التصميم المتداول في الأسواق حالياً، لكن مع اختلاف طفيف بحجم رقم الفئة الموجود على الوجه الأمامي للعملة الورقية.
وبين المركزي في بيانه الأخير، بأنه تمت استبدال ميزة التخريم المجهري في الرقم 5000 بطباعة نافرة، وذلك بهدف تعزيز المزايا الأمنية للورقة النقدية، مع الإبقاء على جميع المواصفات الأمنية الأخرى دون أي تعديل.
وذكر المصرف في بيانه أن الطبعة الجديدة تأتي ضمن إطار مكافحة عمليات التزوير وتغذية السوق بأوراق مالية جديدة بسبب النقص في كمية النقود المحلية ضمن البلاد، وذلك بعد انهيار سعر صرف الليرة، والذي وصل إلى 9600 مقابل الدولار الأمريكي الواحد.
وأثار هذا الإعلان غضب العديد من السوريين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد البعض بأن “تزوير الورقة النقدية يكلف أكثر من قيمتها”، مؤكدين أن قيمة الورقة الجديدة لا تساوي نصف دولار، وأنه من أهم مزايا هذه الورقة هو أنها تشتري 4 بيضات.
الحكومة سبب رفع الأسعار بالأسواق
كان المصرف المركزي قد قام منذ بضع سنوات بطباعة أوراق نقدية من فئات (50 – 100 – 200 – 500 – 1000 – 2000) ليرة، والتي تم طرحها للتداول في عام 2015، باستثناء فئة الـ 2000 والتي تم طرحها في عام 2017.
وفي وقت سابق خلال العام الفائت، ظهرت العديد من الأقاويل حول إصدار عملة ورقية جديدة بقيمة عشرة آلاف ليرة إلى الواجهة، وذلك وسط تفاقم كبير للأزمة الاقتصادية، مع العجز الكامل للحكومة في احتواء الأزمة المعيشية، بالإضافة إلى عجزها في تأمين السلع الأساسية والمواد الغذائية والمحروقات، وذلك مع وصول نسب التضخم إلى أعلى مستوياتها في تاريخ البلاد.
اقرأ أيضاً:
مصرف سوريا المركزي يهدد بالحبس والغرامة لمن يرفض قبول فئات الليرة الصغيرة
ويمكنكم تحميل تطبيق Syria Exchange من هنا.