باتت نسبة كبيرة اليوم من المواطنين السوريين يستعيضون بالذهب التقليدي والذي يعرف أيضًا باسم الذهب البرازيلي بدلاً من الذهب الحقيقي، وذلك لأن سعر الذهب مرتفع للغاية لدرجة أنه يتجاوز مستوى دخل النسبة الأكبر من المواطنين.
ومع الارتفاع الأخير في أسعار الذهب ووصولها إلى مستويات قياسية مقارنة بالفترات السابقة، باتت بعض محلات الذهب وصاغة الذهب في سوريا يتعاملون في تجارة الذهب والمجوهرات المقلدة بسبب الطلب القليل على مشتريات الذهب الحقيقي.
انتشار الذهب البرازيلي بشكل غير مسبوق
على حد قول صاحب محل في سوق الذهب في أحد اللقاءات أشار إلى أن هذا الذهب يشبه الذهب الحقيقي ولا يستطيع إلا الصاغة التفريق بين النوعين.
كما أوضح صاحب المحل الذي يعمل فقط في هذا النوع من الذهب، بأنَّ ذهب الحُلي يكون ذو لون ثابت لا يتغير إلا في حال تعريضه للكلور أو العطور، مؤكداً في حديثه إلى أن سعر المحابس من هذا النوع من الذهب يتراوح اليوم بين 40 ألف ليرة كحد أدنى، و90 ألف ليرة كحد أعلى، وأهم ما يمتاز به هو أنه يباع بالقطعة وليس بالغرام ولا يحتاج للصياغة.
وفي المقابل من السعر المنخفض لذهب الحُلي، فقد سجّل سعر غرام الذهب في سوريا اليوم الاثنين 432 ألف ليرة سورية عيار 18 قيراطاً، و504 ألف ليرة سورية عيار 21 قيراطاً.
وكان صاحب محل مجاور قد أضاف في تتمة لحديث جاره، بأنه في ظل ارتفاع سعر الذهب الأصلي، بات عدد كبير من المقبلين والراغبين بالزواج على شراء محابس من هذا النوع، مكملاً القول بأنَّ بعض الفتيات تشتري مجموعة مجوهرات من الذهب البرازيلي كطقم كامل (عقد وحلقة وأسوارة) بسعر يقارب 300 ألف ليرة فقط والتي لا تساوي غراما واحدا من الذهب الحقيقي.
لماذا يغزو الذهب البرازيلي أسواق الذهب السورية؟
وكان الصائغ أكمل حديثه موضحاً أسباب انتشار هذا الذهب، قائلاً بأن لارتفاع أسعار الذهب الأصلي ووصوله لمستويات خيالية تفوق قدرة أغلب السوريين وبشكل خاص في ظل التضخم الحاصل في أسعار جميع السلع والخدمات، وهو ما جعل شريحة كبيرة من السكان تتحول لشرائه بهدف تغطية مناسبات خاصة بهم على حد قوله.
كما أوضح الصائغ بأنَّ المحال التي تقوم ببيع الذهب المقلد، توضح حقيقة ذلك للزبون ولا تقوم بغشه، أو أنها تبيع هذا النوع على أساس أنه ذهب حقيقي، مشيراً إلى أن أغلب المحال التي تعمل به تقوم بوضع إعلانات على واجهاتها مكتوب عليها “ذهب برازيلي”.
وكان رئيس جمعية الصاغة غسان جزماتي قد حذر في تصريحات صحفية في العام الماضي من انتشار الذهب البرازيلي ضمن السوق السورية، مطالباً بالعمل على ضبط انتشاره لأنه يسيء للذهب السوري الأصلي.
كما أشار حينها، إلى أن تسعير هذا النوع لا يتم عبر جمعية الصاغة، بل إن سعره يتم تحديده من قبل أصحاب المحلات التي تقوم ببيعه، مكملاً بأن هذه المحلات لا تنتمي لجمعية الصاغة، ولا تقوم الجمعية بالإشراف على عملهم.
اقرأ أيضاً:
سعر غرام الذهب في سوريا يتخطى حاجز النصف مليون لأول مرة بتاريخه
ويمكنكم تحميل تطبيق Syria Exchange من هنا.