مع انقضاء نصف شهر رمضان المبارك، ما زالت المطاعم السورية هذا العام تشهد إقبالا قليلاً يكاد ينعدم من قبل السوريين على وجبات الإفطار الجاهزة، والتي تقوم المطاعم بإعدادها خلال هذا الشهر، حيث بات ارتياد المطاعم خلال الشهر الكريم يشكل عبئا كبيراً لا يمكن لنسبة كبيرة من السوريين أصحاب الدخل المحدود تحمله، حيث إن رواتب الموظفين في سوريا لشهر كامل تكفي فقط دفع فاتورة إفطار يوم واحد من شهر رمضان.
كما أن أصحاب المطاعم في دمشق يعانون من ضعف الإقبال على الطعام الجاهز هذا العام، وذلك مقارنة بما كان عليه الوضع في رمضان من العام الماضي، حيث أشارت العديد من التقارير إلى احتمالية تحسّن معدلات الإقبال بعد النصف الأول من شهر رمضان، إلا أن هذه الاحتمالات لم تكن سوى توقعات.
رواتب الموظفين القليلة تمنعهم من ارتياد المطاعم
برر مدير القياس والجودة في وزارة السياحة السورية زياد البلخي بدوره ضعف الإقبال على ارتياد المطاعم والمنشآت السياحية، حيث بات العديد من الأهالي يتناولون وجبة الإفطار في المنازل منذ بداية شهر رمضان الحالي، كما أن قلة رواتب الموظفين هي السبب الأخر، وهو ما جعل المواطنين يعزفون عن الذهاب إلى المطاعم.
كما أشار البلخي في تصريحات له خلال وقت سابق، بأن الضابطة العدلية العاملة في مديريات السياحة، تعمل بجهد كبير على تدقيق ومراقبة جودة الخدمات التي يتم تقديمها في المنشآت السياحية، والتأكد من كونها مطابقة آلية التسعير، بشكل يضمن حصول أصحاب المطاعم على كافة التكاليف إضافة لهوامش ربح “صغيرة”.
الغلاء الكبير يحرم السوريين من أطباقهم المفضلة
من ناحية أخرى، فإن العديد من العائلات السورية تجد صعوبة كبيرة أيضا في عملية شراء وتحضير الوجبات الرمضانية حتى في المنزل، حيث يترافق هذا الأمر مع الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات المائدة الرمضانية على وجبتي الإفطار والسحور، سواء من لحوم وألبان وأجبان وغيرها من المواد الأخرى، والتي تدخل في إعداد معظم وجبات رمضان.
ومنذ ما يزيد عن خمس سنوات وبعد اشتداد الأزمة الاقتصادية، أتى شهر رمضان هذا العام في ظل انخفاض كبير بالقدرة الشرائية للمواطنين، وهو ما جعل من تحضير “الأطباق الرمضانية” أمرٌ في غاية الصعوبة ومستحيلاً في بعض الأحيان، مما يطرح العديد من التساؤلات حول خيارات العائلات في سوريا مع عدم قدرتهم على شراء المستلزمات الرمضانية الكاملة.
ويبلغ متوسط سعر كيلو اللحم الأحمر في سوريا مع أول أيام رمضان حوالي 80 إلى 90 ألف ليرة سورية، بينما يتراوح سعر كيلو اللبن بين 4 إلى 5 آلاف ليرة سورية، أما البصل فقد قفز إلى مستويات خيالية ليصل إلى سعر 15 ألف ليرة للكيلو الواحد، وهو ما جعل تكلفة إعداد “الطبق الأبيض” الرمضاني تتجاوز رواتب الموظفين في سوريا لشهر كامل.
اقرأ أيضاً:
أسعار ملابس العيد في سوريا تقفز للضعف مع اقتراب حلوله
يمكنكم تحميل Syria Exchange من هنا