تقوم بعض وسائل الإعلام السورية الموالية اليوم بتسليط الضوء بشكل مكثف على قضية تعويم الدولار وحذف الأصفار من العملة السورية، وبشكل خاص خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك بالتزامن مع الانهيار الكبير والمتسارع في سعر صرف الليرة مقابل الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، مما أثار حالة من القلق والتوتر بين المواطنين السوريين، لمعرفة مدى تأثير هذه الإجراءات المحتملة على الاقتصاد والوضع المعيشي في البلاد، والكثير من التساؤلات حول إلى أين تتجه الليرة السورية اليوم؟
وكانت صحيفة الوطن السورية قد أظهرت اهتماماً حول موضوع إلى أين تتجه الليرة السورية والتطورات التي قد تحدث في الفترة المقبلة، ونشرت تحليلاً اقتصادياً حول إمكانية تطبيق هذه الإجراءات على أرض الواقع.
كيف يتم تحديد سعر الصرف؟
أشارت الباحثة الاقتصادية رشا سيروب في تصريح لصحيفة الوطن المحلية، بأن عملية تحديد سعر الصرف يكون اعتماداً على نظام الصرف الذي تتبعه الدولة، حيث تشير العديد من التجارب الدولية إلى أنه لا يوجد معيار ثابت لعملية تبني أسعار الصرف من الدول.
وضمن هذا السياق، هناك العديد من الأنظمة المختلفة التي تتنوع بين نظام سعر الصرف المرن وسعر الصرف الثابت، وأن لكل نظام اقتصادي بيئة اقتصادية خاصة.
مثلاً في نظام الصرف المرن، فإن آلية السوق تلعب دوراً أساسياً في تحديد سعر الصرف، وينقسم هذا النظام بدوره إلى نوعين أساسيين:
1-نظام الصرف العائم
ويتم في هذا النظام تحديد سعر الصرف بناءً على معدلات العرض والطلب وكأن العملة سلعة من السلع، فعندما يزداد الطلب على العملة بالتالي يزداد سعرها، وهو النظام الذي تقوم معظم الدول المتقدمة بتطبيقه.
2-نظام الصرف الموجه
يكون سعر الصرف في هذا النظام محدد اعتماداً على العرض والطلب، إلا أنه يسمح لسعر الصرف بأن يتقلب ضمن هوامش معينة، وعندما يتجاوز تقلب سعر الصرف هذه الهوامش، فإن المصرف يتدخل كبائع أو مشتري للعملة، من أجل أن يعيد سعر الصرف إلى قيمة توازنية جديدة من شأنها أن تضمن الاستقرار وتجنب التضخم.
أما في نظام الصرف الثابت، يسيطر البنك المركزي بدرجة كبيرة، ويتم تحديد سعر الصرف بقرار مباشر من السلطة النقدية بغض النظر عن قيمة العرض والطلب، حيث يتم ربط سعر الصرف الرسمي للعملة بعملات دول أخرى، ويعد كل من الدولار الأمريكي واليورو من أكثر العملات الأجنبية التي يتم تثبيت عملات الدول الأخرى مقابلها.
تعويم الليرة السورية
أما فيما يتعلق بموضوع تعويم الليرة السورية، فهذا يعني بأنه سيتم تطبيق نظام الصرف المرن، بحيث يتم تحديد سعر الصرف اعتماداً على معدلات العرض والطلب.
إلا أن التعويم له شروط ومتطلبات من أبرزها وجود احتياطي دولي وافر من العملات الأجنبية والذهب، حتى يتمكن البنك المركزي من التدخل في السوق كبائع للقطع الأجنبي وذلك عند حدوث تقلب غير مقبول في سعر صرف العملة المحلية.
اقرأ أيضاً:
مصرف سورية المركزي يرفع سقف حد السحب اليومي من المصارف إلى 25 مليون
ويمكنكم تحميل تطبيق Syria Exchange من هنا.