ما تفسير الصمت الحكومي عقب الانهيار في سعر صرف الليرة السورية

ما تفسير الصمت الحكومي عقب الانهيار في سعر صرف الليرة السورية

خسرت الليرة السورية خلال العشر أيام الماضية جزءاً كبيراً في قيمتها مقابل العملات الأجنبية، وذلك عقب الانهيار في سعر صرف الليرة السورية، الذي لم تقابله الحكومة السورية بأي تعليق أو رد فعل له نتائج على أرض الواقع.

وفي تاريخ 11 من شهر تموز الحالي، تجاوز الدولار الأمريكي حاجز ال 10 آلاف ليرة للمرة الأولى في التاريخ، لتبدأ بعدها سلسلة الانهيار المتسارع في سعر صرف الليرة.

ويأتي هذا الانهيار في الأيام الماضية، بعد استقرار نسبي شهدته قيمة الليرة في الفترة الأخيرة، حيث كسر الدولار حاجز 9 آلاف ليرة للمرة الأولى في شهر آيار الماضي، ومنذ ذلك الحين سجلت الليرة صعوداً وهبوطاً في القيمة بما يتقارب مع هذا الحد.

هذا وسجل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في افتتاح تداولات اليوم الأحد 12100 للشراء، وسعر مبيع يبلغ 12200 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد.

صمت حكومي غير منطقي

ومع هذا الانهيار في قيمة الليرة، لم تعلق الحكومة السورية على هذا الوضع بشكل رسمي، كما أنه لا وجود لأي تدخل نقدي في الأسواق من أجل ضبط سعر الصرف.

ووفقاً لبعض الدراسات، فإنه من الواضح أن سياسات مجلس النقد والتسليف التابع للمركزي السوري، وسياسات وزارة المالية تتضارب فيما بينها، ولا تشير إلى أي رغبة من الحكومة في ضبط سعر الليرة.

وللتوضيح أكثر، قام المركزي السوري برفع سعر الفائدة إلى 11% في منتصف العام الماضي، ثم قام بضخ كمية كبيرة من العملة في الأسواق مع مطلع العام الجاري، كما قام المركزي برفع سعر صرف الحوالات أكثر من مرة من اجل مواكبة السوق السوداء وجمع مبالغ أكبر من العملات الأجنبية التي يتم تحويلها إلى سوريا، وهذا يعتبر الهدق الرئيسي من عمل المصرف، والذي يفسر توجهاته هذه.

وأوضحت الدراسة بأن الحكومة توجه رسالة إلى الدول العربية من خلال سعر الصرف لليرة، وذلك بعد تطبيع العلاقات مع سوريا، ومفاد هذه الرسالة هو أن الأوضاع في سوريا سيئة وتزداد سوءاً، وهو ما أشار إليه القادة العرب من أجل تفسير خطوة التطبيع.

الانهيار في سعر صرف الليرة مرهون بظروف

من المعروف بأن سعر الصرف في سوريا يرتبط في الوضع الحالي بالعديد من العوامل الاقتصادية التي أدت بشكل مباشر إلى انخفاض في قيمة الليرة السورية، ومن أبرزها عدم وجود الإنتاج، بالإضافة إلى نمو الناتج المحلي سلباً، والاعتماد الكامل على الأسواق الخارجية، والعجز في الميزان التجاري وميزان المدفوعات، والموازنة العامة للدولة، كما أن هروب الاستثمارات الأجنبية من البلاد ووجود السوق السوداء لتصريف العملة زاد من تدهور سعر الصرف في البلاد.

وبحسب بعض الدراسات، فإنه من المستحيل توقع سعر صرف الليرة السورية في بيئة متقلبة وغير مستقرة، إلا أن المسار الطبيعي لها هو مسار هابط من حيث القيمة، وبالتالي سيكون هناك المزيد من الارتفاع في أسعار الصرف.

اقرأ أيضاً:

أسباب انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار بهذا الشكل؟

ويمكنكم تحميل تطبيق Syria Exchange من هنا.

شارك المقالة
Scroll to Top