أعلن المركزي السوري اليوم الأربعاء 12 تموز عن رفع سعر صرف الدولار في النشرة الخاصة بالحوالات والصرافة بمقدار 200 ليرة عن السعر الوارد في نشرة أمس الثلاثاء، وذلك بالتزامن مع انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار وتجاوزها لحاجز ال 10 آلاف.
هذا وقد حدد المصرف المركزي سعر صرف الدولار ب 9200 ليرة، وهذا تبعاً لما جاء في نشرة اليوم، هذا وقد كان سعر الصرف قد سجل أمس 900 ليرة وأول أمس 8800 ليرة سورية للدولار الواحد.
وقد أثار هذا الوضع العديد من التساؤلات بين فئات الشعب حول أسباب انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار على هذا النحو، وما هي الحلول التي قد توقف من هذا الهبوط.
الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار
قال الخبير الاقتصادي السوري جورج خزام، بأنه هناك العديد من العوامل والأسباب خلف هذا الانهيار غير المسبوق في سعر صرف الليرة مقابل الدولار، والحكومة هي الملام الأول في هذا التهاوي.
حيث قال خزام في تصريح له بأن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع في سعر الصرف هو عدم إيداع الأموال والمدخرات بالليرة السورية في البنوك الوطنية، وذلك خوفاً من تقييد حرية عمليات السحب عند الحاجة بموجب قرار المصرف المركزي والتي شكلت ضربة قاضية لسعر الصرف، وجعل المواطنين يفضلون ادخار الأموال على شكل دولار وذهب في منازلهم، وهو ما ساهم بشكل كبير في انخفاض كمية الدولار في السوق مع زيادة هائلة في كتلة السيولة النقدية المتداولة بالليرة السورية.
وأكمل خزام قائلاً بأن تراجع الصادرات يعود إلى قرار المصرف المركزي بتعهد التصدير، حيث يفرض هذا القرار على التاجر المصدر تسليم قيمة الصادرات بالدولار الأمريكي بالسعر الرسمي القليل، مما يؤدي إلى تكبيد المصدر خسائر فادحة وتراجع حركة التجارة والصناعة، والذي سببه الأول هو التعقيد الكبير بمنصة تمويل المستوردات في البنك المركزي، وارتفاع قيمة تكاليف الإنتاج والمصارف المباشرة وغير المباشرة، مما أدى إلى عدم القدرة على منافسة البضاعة المستوردة وعدم القدرة على التصريف.
هذا ويرجع بعض المحللين السبب في انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار إلى فشل سياسات الحكومة والمصرف المركزي في ضبط الأسواق والسيطرة على سعر الصرف، بالإضافة إلى اتباعها سياسة ملاحقة السوق السوداء وليس العمل على القضاء عليها.
هل من حلول ممكنة؟
لا شك بأن الوضع الاقتصادي في سوريا اليوم يعتبر من أكثر المشاكل التي يعاني منها المواطنين السوريين، فتجاوز سعر صرف الدولار حاجز 10 آلاف ليرة يعني بأن الآلاف من السوريين لن يعودوا قادرين على تلبية متطلبات الحياة الأساسية لأسرهم.
أما فيما يتعلق بالحلول، فيجب أن تتمثل بتغيير سريع وجذري في سياسات مصرف سوريا المركزي النقدية، والتي تقتصر اليوم على ملاحقة سعر السوق السوداء على مبدأ القط والفأر.
كما أنه يجب التسريع من عملية الانفتاح العربي من أجل البحث عن فرص جديدة من شأنها أن تدعم الاقتصاد الوطني لمساعدة الليرة السورية في الصمود أمام الدولار.
اقرأ أيضاً:
لليوم الثاني على التوالي.. المركزي السوري يرفع سعر صرف الدولار في نشرة المصارف
ويمكنكم تحميل تطبيق Syria Exchange من هنا.